بين مؤيد ومعارض.. البنك المركزي العراقي يمنع تداول البتكوين

تتألق عملة البتكوين الرقمية وتقترب لأعلى مستوياتها منذ مطلع مايو/أيار الماضي، بنحو 55 ألف دولار، ويزدهر تداول البتكوين.

ويبدو أن موجة الارتفاع الحاد بلغت كافة العملات الرقمية البديلة الآن.

والبتكوين -وفقا للبنك المركزي- عملة إلكترونية افتراضية تتداول عبر الإنترنت فقط، من دون وجود مادي لها، وتستخدم للشراء عبر الإنترنت، وتدعم الدفع باستخدام بطاقات البتكوين، أو قد تحول إلى العملات التقليدية في بعض الأحيان.

المركزي العراقي يؤيد إصدار التعميم بعدم استخدام البتكوين وإخضاع المتعاملين بها لأحكام قانون غسل الأموال

تأسيس الدينار الرقمي

ويعارض المختص في العملات الرقمية إيفان الدوبرداني قرار البنك المركزي العراقي؛ لأنه لم يضع بديلا عن التعامل الرقمي المشفر، كون الكثير من العراقيين يستثمرون ويتداولون بالعملات الرقمية المشفرة، بما يقدر بملايين الدولارات عبر المنصات العالمية -وفقا لقوله- والتي أصبحت عابرة للحكومات والحدود نتيجة التكنولوجيا الحديثة والعولمة الاقتصادية.

وأضاف الدوبرداني للجزيرة نت أن الدول صاحبة الاقتصادات العظمى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي بدأت دراسة إصدار العملات الرقمية الخاصة بهم قريبا من قبل البنوك المركزية.

لهذا يدعو الدوبرداني البنك المركزي العراقي إلى التخطيط لإصدار عملة رقمية تسمى “الدينار الرقمي” وليست عملة رقمية مشفرة، وذلك من أجل التخلص من البيروقراطية النقدية الورقية، وكذلك للحد من تزوير العملات بدل الذهاب لمعاقبة من يتداول العملة الرقمية بجريمة غسيل الأموال.

تأييد

ويؤيد المختص في محاربة غسل الأموال المصرفية عبد الرحمن الشيخلي قرار البنك المركزي العراقي، ويقول للجزيرة نت إن التعاملات الرقمية تعتمد كليا على منظومة إلكترونية متطورة تخضع لأعلى معايير الأمن السيبراني، في الوقت الذي تحتاج فيه المنظومة المصرفية العراقية إلى تحديث تكنولوجي مستمر، لهذا قرار كان المنع جيدا، حسب الشيخلي.

وفي العراق أكثر من 80 مصرفا حكوميا وخاصا (تجاريا وإسلاميا)، إضافة إلى فروع لمصارف أجنبية تتمتع بمنظومة إلكترونية جيدة نوعا ما وفق الشيخلي، لكنه يقول إن التدفق النقدي الأكبر والذي يصل إلى 80% ينحصر في مصرفي “الرافدين والرشيد” الحكوميين اللذين يتعاملان حتى الان بالسجلات الورقية في توثيق تعاملاتهم المصرفية، إذن كيف لها أن تتعامل مع العملات الرقمية التي تحركت قيمتها خلال أشهر قليلة -إن لم تكن أسابيع- بين من 15 -50 ألف دولار للعملة الرقمية الواحدة.

ويحدد الشيخلي سبل نجاح التعامل في العراق بالعملة الرقمية بوضع آلية لربطه مع أحد أساسيات المال كالذهب أو البترول أو أي مادة إستراتيجية أخرى حتى يأخذ مداه في المنافسة مع غيره من العملات الافتراضية الأخرى التي ستظهر.

المصدر : الجزيرة

0